بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد فإنه تتلألأ في سمائنا نجوم ساطعة، لا تغيب عن ناظرنا لحظة، نتابع إشراقتها، ونفرح بلمعانها في كل حين، لذا تستحق وبدون شك رفع أسمائها إلى العلا، لأن النبل أصبح من النوادر، ولم يبق له أثر إلا في معادنه الأصيلة، التي لا يمكن أن تجف منه، بل سيبقى ميسمها المميز، وخاصيتها التي تعض عليها بالنواجذ.
إن كرم المحتد، وعراقة الأصل وشرفه، وكذلك التربية المسايرة لهذه الخصال، ستفرض لا شك على أصحابها، التمسك بالخصال التي لايمكن التنازل عنها، مهما ساءت الأزمان، وتفشى سوء الخلق، وانعدمت المروءة.
وبما أن زمننا هذا قد قلت فيه المكارم، وتراجعت القيم الفاضلة، لكن ونظرا لما أسلفت من مميزات لذوي الأصول الكريمة، ستبقى اسثناءات تنير الدروب، وتحفظ المودة، وتستخدم نبراسا للوصول إلى معاني الفضل وعظيم الأخلاق والتربية، ومن دون شك ولا تردد فإن صاحب المعالي والسيادة المتسلسلة أبا عن جد الأمير أحمد سالم ولد بوهده هو أحد هذه الاستثناءات النادرة، والدليل على ذلك، حسن الخلق والتواضع، والتشبث بموروث الأجداد الزاخر بمعالي الأمور وأعاليها، فحيثما حل، حل الخير واستبشر الناس، وسويت المشاكل، وأزيلت العراقيل، وعم الثناء من الجميع.
إن هذه العملة النادرة تستحق العناية الفائقة، والمكانة اللائقة، وذلك لحاجة الوطن والمواطن لأبناء بررة، أصحاب مبادئ وقيم راسخة، تدفعهم إلى ممارسة هواياتهم في إعانة الضعيف، ورفع الظلم عن المظلوم، وتكريس العدل أينما حلوا وارتحلوا، ليتحقق بذلك بناء وطن قادر على البقاء، ومواجهة المخاطر المحدقة به من كل اتجاه، وفي عالم ملتهب ومتغير، لايسلم من مخاطره إلا من تسلح بالتنمية الناجحة، والتعاضد والوحدة يين مكونات شعبه.
يقول الشاعر في مدح الكرام:
اجعل بطانتك الكرام فإنهم@أدرى بوجه الصالحات وأخبر
إن الكريم له الكرام بطانة @طابت شمائلهم وطاب العنصر
إن لاح خير قربوه ويسروا @ أو لاح شر باعدوه وعسروا
إضافة تعليق جديد