الرئيس غزواني أزدواجية المقاربات وتضارب المسارات (الرأي العام وانصار الرئيس ورجال العشرية)!
عارضت الرئيس السابق عزيز طيلة عشريته لأنني كنت مدركا لما كان يحدث في عهده من بطش وفساد. ودعمت الرئيس الحالي غزواني أملا في إنقاذ البلاد وتخليصها من نظام سلفه وتحسين أوضاع شعبها وإسترجاع ثرواته المسروقة.
وبعد انقضاء أكثر من نصف مأمورية الرئيس غزواني،أجد نفسي أمام مفارقة دونها المفارقات. مفارقة يشاركني مورتانيون كثر بشأنها الحيرة والإستغراب، بمن فيهم داعمون مثلي للرئيس غزواني وإن لم يعترفو بذلك بدافع الخوف والطمع. هذه المفارغة الغريبة العجيبة والتي جائت كنتاج لمقاربة سياسية مزدوجة ومتنافرة المسارات يمكن تناولها من أكثر من زاوية :
فمن جهة نجد أن:
- برنامج الرئيس غزواني الإنتخابي الطموح متعثر التنفيذ بإعترافه هو، لأسباب لها علاقة بالطواقم القائمة علي هذا التنفيذ،
- الرئيس السابق وكبير المتهمين في ملف فساد العشرية وحده في الحبس الإحتياطي دون غيره من المتهمين معه في هذا الملف ودون محاكمة وبالتأكيد دون إسترجاع اوقية واحدة أو متر مربع من أملاك الشعب الثابتة والمنقولة المستحوذ عليها بدون وجه حق(لأن كل ما هو متداول من معلومات حول مليارات وعقارات تحت يد العدالة، إن وجد، فهو مجرد محجوزات مؤقتة سترد إلي أصحابها عند الإقتضاء).
ومن جهة أخري نجد أن:
- المحيطين بالرئيس غزواني من المعينين في مناصب سامية في الدولة بمعظمهم من اعوان الرئيس السابق واركان حكمه أو علي الأقل من من تقلدوا مناصب رسمية في عهده،
- معظم الداعمين للرئيس غزواني والمراهنين عليه في الاستحقاقات الأخيرة خاصة من المعارضين لنظام العشرية وغيرهم من ذوي الأيادي البيضاء، نجدهم متروكين لحالهم وكأن الرئيس غزواني لا يري من ابناء هذا البلد وكفائاته إلا من خدم في العشرية الماضية ووجهت له رسميا إثر ذلك تهم بطش وعبث بمقدرات الشعب أو علي الاقل حامت حوله شبهات فساد وتملق كما تؤكد ذلك الفيديوهات والصور التي يتم تداولها في أعقاب كل تعيين أو إعادة تدوير لوجه من الوجوه المستنزفة التي جربها الشعب ونبذها،
مفارقة محيرة ومؤسفة بالمقاييس كلها. خاصة أن إعتماد الرئيس غزواني علي أركان نظام العشرية وأعوانه في إدارة الدولة والحزب في الوقت الذي يقبع فيه رأس هذا النظام المراقب قضائبا في الحبس الإحتياطي هو إما إستفزاز للشعب وتحديدا انصار الرئيس غزواني نفسه او ظلم صارخ للرئيس السابق. إذ لا يمكن الفصل بين رأس نظام ومساعديه وادواته التي كان يبطش بها. من هنا يكون من المشروعية بمكان فهم البعض لمقاربة الرئيس بهذا الخصوص علي انها تزكية للطاقم البشري لنظام العشرية مع كل ما ينطوي عليه ذلك من تجاوز لقوانين البلد وتفريط في حقوق شعبه. خاصة أن الأمر يتعلق بتزكية مقصودة أو غير مقصودة لنظام ملاحق من العدالة ومتابع من الشعب الذي تطالب اغلبيتة الغالبة بمحاسبتة وإسترجاع ما بحوزة أركانه من ممتلكاته.
واخيرا و علي الصعيد السياسي فهناك من يخشي ان تضفي مقاربة الرئيس غزواني المزدوجة هذه نوعا من المصداقية علي ما يردده البعض من أن الحبس الاحتياطي للرئيس السابق وملفه القضائي برمته ليس أكثر من مؤامرة علي "الرئيس الرمز" كما يسميه البعض و تصفية لحسابات سياسية معه!
الأمر الذي قد يكون من شأنه ان يوسع دائرة التعاطف مع هذا المتهم الآخذة أصلا في الإتساع نتيجة حالته الصحية من جهة وحبسه دون غيره من شركائه في الاتهام والتباطؤ غير المفهوم في اجرائات محاكمته من جهة أخري!
ذ/سيد أمحمد.محمد فال(باباه)
إضافة تعليق جديد