يعد الحديث عن شخصية وطنية تشترك معاها في المدينة(النعمة) والجهة(الحوض الشرقي)، أمرا مجانفا للموضوعية وسقوطا قد يراه البعض في براثن الجهوية وسيرا على خطى المتاجرين بالمداد...إلخ
إلا أن حديثي عن شخص اللواء حمادة ولد الشيخ ولد بيده ربما يكون مختلفا نظرا لعدة عوامل منها:
1- أن شخصية وطنية كاللواء حمادة ولد بيده تذوب معها الفوارق الاجتماعية والتمايزات الجهوية
2 - أني رغم كوني انحدر من نفس المدينة التي ينحدر منها القائد وربما من مجتمع قريب من مجتمعه إلا أني حتى كتابة هذه السطور لم ألتقي به يوما وهو أمر يأسف عليه ولم أسمع إلا شمائله الندية التي يحدثني بها العارفون به والمقربون منه في مجال العمل خاصة.
3- أن لللواء حمادة جاذبية وحضور قوي "ظلا ساريين حتى اثناء وجوده خارج الوطن" جعلا منه موضوعا ملهما للكتابة.
كما أذكر معاشر القراء بقول الشاعر العباسي دعبل الخزاعي:
تَأَنَّ وَلا تَعجَل بِلَومِكَ صاحِباً = لَعَلَّ لَهُ عُذراً وَأَنتَ تَلومُ
ولي في قوله عذرا ومخرجا حسنا ستعرفونه بعد اتمام قراءة هذا المقال بحول الله
- فالحديث عن الشخصية القيادية الشابة(اللواء حمادة) ذات المكانة الرفيعة في المؤسسة العسكرية(قيادة أركان القوات الخاصة) بحد ذاته دافعا مهما للفخر ومبعثا قويا للأمل لدى أبناء الوطن عموما والشباب على وجه الخصوص، يؤكد أن مؤسسة الوطن التي تحمي حوزته الترابية وترعى شؤونه الأمنية وتقوم على رسم دعائمه التنموية، مازالت بخير وأن العطاء سيستمر مع اللواء حماده وجيله من خيرة القادة.
يقول الشاعر:
دببت للمجد والساعون قد بلغوا = حد النفوس وألقوا دونه الأزرا
وكابدوا المجد حتى مل أكثرهم = وعانق المجد من وافى ومن صبرا
- إن الشجاعة والاقدام الذيين عرف بهما قائدنا وفخر وطننا وبن مدينتا جعلته منه أهلا لتبوء المناصب وراعيا أمينا لشؤون البلاد الأمنية ومتقنا لتدبير علاقاتها العسكرية مع العالم(وخاصة مع القوى الغربية) لما له من خبرة وقدرة على التعاطي مع مايسمى الدبلوماسية العسكرية إن صح التعبير، ناهيك عن اقدامه أوقات الخطر واقتحامه ساحات الوغى وما حربنا ضد الجماعات الارهابية عنا ببعيد..
يقول الشاعر:
الرّأيُ قَبلَ شَجاعةِ الشّجْعانِ = هُوَ أوّلٌ وَهيَ المَحَلُّ الثّاني
فإذا همَا اجْتَمَعَا لنَفْسٍ حُرّةٍ = بَلَغَتْ مِنَ العَلْياءِ كلّ مكانِ
ويجمع العارفون والمقربون من اللواء حماه ولد بيده على سداد رأيه وبعد نظره هذا فضلا عن الشجاعة التي هي صفة متوارثة في آبائه وخصلة متوطنة في بيئته ومحيطه الاجتماعي.
- كما يمكن تفسيير كاريزما القيادة عند اللواء حمادة من خلال تنشأته الأسرية، فهو إبن أحد القادة العظام(الشيخ ولد بيده رحمه الله) الذين واكبوا تكوين الجيش الوطني وساهموا في وضع دعائم الدولة الوطنية وتوطيد ثقة الشعب بجيشه ومسامهته في توحيد أجزاء وطنه وكبح جماح أعدائه...
وكما يقال: هذا الشبل من ذاك الأسد.
ولا أذيع سرا حين أقول أن ابناء الوطن الشرفاء قد تنفسوا صعداء بعد تعيين اللواء حمادة ولد بيده مؤخرا في منصب هام كقيادة الأركان الخاصة، وبالخصوص نحن المنحدرين من منطقته، شاكرين رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ومعترفين له بالجميل على هذه الثقة التي هي ضمن القاعدة الصحيحة: الرجل المناسب في المكان المناسب.
وفي الختام أقول قول الشاعر:
إلى ابن مُحَمَّد أهدي كتابي = وقد يُهدَى القليلُ إلى الكريم
وما أهدي له إلَّا فؤادي = وما بين الفؤاد من الصَّمِيم
والسلام: محمدبراهيم سيد محمد ولد القلاوي
إضافة تعليق جديد