إن من الأمور التي لايدركها اغلبنا أنه كلما اقتربنا أكثر من التحضر وزادت نسبة السكن في المدينة، كلما تعقدت المسؤولية الأمنية وتطورت الجريمة وتشعبت وسائل المجرمين في ارتكابها.
وهذه الظرفية بالذات هي مانمر نحن الموريتانيين به أو أغلب مدننا الكبيرة كالعاصمة انواكشوط التي أصبحت من المدن المليونية التي يقطنها أكثر من 1/4 من مجموع سكان البلاد نتيحة لمايعرف بظاهرة الهجرة الداخلية أو النزوح من الريف نحو المدينة طلبا لمتطلبات الحياة الضرورية.
وكان على القوة الأمنية والحال هذه أن تنتهج مقاربة أمنية تراعي جميع هذه الاختلالات وتضع في الحسبان أن أمن المواطن الغاية التي لابد من تحقيقها ناهيك عن كونها الركيزة الأساسية لأي تنمية يراد لها الاستمرار.
وقد كان تعيين الفريق محمد ولد مكت على رأس هذا الجهاز(الأمن) بداية موفقة بشرت بالخير وعززت ثقة المواطن في الدولة وخاصة سكان العاصمة انواكشوط الذين عرفوا في الفترات السابقة الانفلاتات الأمنية والجريمة بمختلف تجلياتها وخلال وضح النهار أحيانا.
وماهي إلاأ شهر قليلة من تقلد الفريق مكت لهذه المهمة الصعبة والمسؤولية الجسيمة حتى أصبح المواطن يشعر بتحسن الحالة الأمنية وبشكل واضح وتجاوزت البلاد المرحلة الحرجة مع بقاء بعض الاخطاء الأمنية التي بقيت وستبقى تحدث هنا وهناك نظرا لما تفرضه متطلبات الحضارة والعيش في المدينة التي تطرقنا لها سابقا.
فقد نجحت قوات الأمن الوطنية تأمين النشاطات الكبيرة التي حدث في البلد من قمم إقليمية ودولية والمهرجانات الموسمية في المناطق الحدودية والتي حضرتها أهم شخصية في الهرم السلطوي للدولة(رئيس الجمهورية) كمهرجان المدن القديمة التي ينظم في المناطق المتاخمة للشريط الحدودي.
ويمكنني هنا قبل الختام أن أرفع القبعة اجلالا وتكريما لجيشنا الباسل وقواتنا أمننا الموقرة على مابذلوا ويبذلوا كل يوم في سبيل تأمين الوطن وحدوده حتى أصبحنا كموريتانيين نفتخر بعدم وجود أية جريمة مسجلة ضد مجهول ولله الحمد، وهو أمر نادر الحدوث في العالم وبخاصة محيطنا العربي والافريقي.
والله المستعان، كتبه: محمدبراهيم ولد القلاوي
إضافة تعليق جديد