بدأت ظاهرة الخطابات المتطرفة على موقع جديد باسم "منتدى الأبرار" أنشأ منتصف العام 2018 على الوات ساب، ورغم أن الغرض الرئيسي من إنشاء المنتدى كما أعلن مؤسسه وظل يذكر به هو مناقشة القضايا السياسية والاجتماعية الملحة فان الأمر سرعان ما بدأ يخرج من بين يدي المؤسس.
الخطاب المغرض الجديد الذي تحول اليه "منتدى الأبرار" بعد أسابيع قليلة من تاسيسه قاد بسرعة عبر السجالات التي اشرف عليها مدير الموقع وشخصيات ثقافية وقانونية بارزة الى ظهور مظاهر العصبية البالغة والتجريح المغرض في هذه السجالات، وكان ابرز مظاهر ذلك الصدام التشهير خرجا فيه عن كل أدبيات الاحترام والسجال البناء ، وقد تكفلت الوات ساب بنشر السجال على اوسع نطاق بين الموريتانيين في الداخل والخارج.
سخونة القضايا التي يطرحها "منتدى الأبرار" بين الفينة والأخرى ومركزية المحامي في نقاش القضايا وإصراره على إقحام ـ بموجب وبدون موجب ـ موقفه من الدستور والتهجم على النظام ممثلا في الحزب الحاكم والإسلاميين في تواصل ادت الى انتشار تسجيلات المنتدى المذكورعلى أوسع نطاق بين الموريتانيين في الداخل والخارج والى التحاق اعداد كبيرة به للمشاركة في النقاش او التعليق، كما ادت كذلك الى خروج السيطرة علي المواضيع من بين ايدي مديريه الذين زاد عددهم.
وقد التحقت بالمنتدى موجات من مساندي ايرا وحاولوا ان يفرضوا بان ثمن طرح موضوع العبودية للنقاش الامر الذي ظل يرفضه مؤسس الموقع باستماتة وقاد الى معاقبته لمن يخالف ذلك اذ حظر هؤلاء اكثر من مرة من المجموعة، وقد ادى شعور فاعلين في المنتدى الى نتائج ابرزها انسحاب فاعلين ابرزهم المسمى محمد احيد اسسوا مجموعة جديدة اكثر التزاما بالقضايا الوطنية اختاروا لها اسم غير بعيد من الاسم الاول"منتدى الشناقطة الابرار"، غير ان مناصري ايرا وراديكاليين كثر من مناصري خطاب هؤلاء في الداخل والخارج قرروا الاستفادة من الحرية الاكبر التي منحت لهم من مديري المنتدى الجديد في طرح خطاب يتسم بالكراهية.
المعارضة الشديدة التي لقيها الخطاب من قبل مديري المجموعة قادت كما هو متوقع الى نتيجتين متعاكستين، النتيجة الاولى ميلاد مجموعات جديدة ابرزها "مجموعة صوت الوطن" و"منتدى الوحدة الوطنية" دعت الى لالتزام اكثر بنقاش مواضيع تهم المواطن كالتعليم والصحة والحوادث وعائدات التنقيب وهي مجموعات عانت من تشويش الراديكاليين الذين بقوا يصرون على محاولة اقحام خطابهم ونشر سجالاتهم على مختلف المجموعات الجديدة والقديمة، وكانت النتيجة الثانية هي القرار الذي اتخذه الراديكاليون بان يؤسسوا مجموعاتهم الخاصة لنشر خطاب الكراهية على اوسع نطاق بعد ان تعرفوا على انهم وجدوا وسيلة مثلي هي الوات ساب لنشره.
اليوم يدق حزب UPR ناقوس الخطر وتتدخل الشرطة في محاولة لتطويق خطاب الكراهية باستجواب وسجن مجموعة من الرموز التي تنشر هذا الخطاب غير ان الامر فيما يبدو يتطلب خطوات أكثر من ذلك ما دام فاعلون كثر في الخارج لا تصلهم يد الشرطة ولا يؤثر فيهو نفوذ وسلطة الحزب الحاكم.
إضافة تعليق جديد