إن من المحزن والمشعر بالخزي والعار أن ترى حلقة مضيئة من تاريخ البشرية يتم التحامل عليها ومحاولة طمسها، ويكون الشعور أدهى وأمر انكانت تلك الحلقة المضيئة من تاريخ وطنك دون أن تجد من يقف معك لمنع تلك المحاولة المشينة من قبل مزوري التاريخ وأصحاب الأحقاد الدفينة، لتشعر شعورا سيئا أن الأمر يعنيك وحدك دون غيرك......
يتعلق الأمر هنا بإمارة تليدة وكيان سياسي خلد إسمه بحروف من ذهب في الثقافة الحسانية بشكل عام والموريتانية منها على وجه الخصوص، فلاتكاد تذكر مثلا واحدا شعبيا أو معزوفا(شورا) أو بيتا شعريا شعبيا(تافلويت) إلا ويرمز لقصة معينة من تاريخ هذه الإمارة.....
يتعلق الأمور هنا بأم الإمارات وحاضنة الموسيقى والأدب، إمارة أولاد أمبارك المغفرية الحسانية الافريقية التي بلغ ذكرها مشارق الأرض ومغاربها وتغنا بأمجادها الشعراء والفنانون.....
وما أود التنبيه إليه أن مسألة تاريخ هذه الإمارة لاتعني فقط ماتبقي من المجتمع الذي أسسها(أولاد امبارك) بقدر ماهي مسألة حضارية وثقافية لكل الموريتانيين والناطقين بالحسانية في منطقة الساحل والصحراء بشكل عام.....
فمنذ قرابة عقد من الزمن حاول مدير سابق للمعهد التربوي الوطني نضرب عن إسمه الذكر تجاوزا بكل ما أتي من قوة السلطان والجاه والقبيلة إطماس هذه الحلقة المضيئة من تاريخ وطننا الغالي لحاجة في نفسه أساسها الحقد والحسد......
ونحن اليوم لايسعنا كموريتانيين بمختلف ألواننا وقبائلنا إلا أن نعبر عن أسفنا وامتعاضنا الشديدين من محاولة مزوري التاريخ حذف هذه الحلقة المضيئة من التاريخ الوطني ومحوها من الذاكرة مع الوقت عن طريق حذفها من المقرر المدرسي الخاص بتاريخ الإمارات الموريتانية وهو تحامل لانحمله لأي جهة رسمية حالية بقدر مانود لفت انتباه الجهات المعنية إليه مطالبين إياها برد الاعتبار للتاريخ الوطني الذي شهد مع الجمهورية الثالثة ولله الحمد لفتة كريمة من القيادة الوطنية بزعامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبدالعزيز عن طريق رد الاعتبار لأبطال المقاومة الوطنية المجيدة بجعل الخطين الأحمرين في العلم الوطني، وإعطاء هذه الامارة ماتستحق من رد الاعتبار ثقافيا وتاريخيا، أو على الأقل مساواتها بنظيراتها من الامارات الأخريات....
#كامل_الود
#محمدبراهيم_ولد_القلاوي
إضافة تعليق جديد