القدس توحد العالم/ الأستاذ بوياي ولد سيداحمد أعل | الساعة

القدس توحد العالم/ الأستاذ بوياي ولد سيداحمد أعل

سبت, 12/23/2017 - 16:07

لقد أعاد قرار الأرعن اترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل المدينة إلى واجهة الاهتمامات السياسية العربية الإسلامية والأوربية وأدى إلي تبلور فكر جديد ينزع إلى التحرر من الخوف من عواقب التصويت ضد القرار،كما اظهر ترهل وضعف الرهان الأمريكي الذي يراهن على المساعدات التي تقدم لبعض الدول وماهي إلا ثروات بعضهم منهم تؤخذ عنوة ولهم تقسط كمساعدات ودية،
لقد علا صوت الحق وانتصرت قضية المسلمين الأولى ، وربما يشكل الاصطفاف وراء القدس قطبا سياسيا إسلاميا أوربيا في مواجهة النفوذ الأمريكي وهي سانحة للدول العربية لمراجعة سياساتها مع الو. م آ حتي تكون الند بالند وبناء علاقات ثنائية بينها وبين العالم الأوربي من خلال توجيه بوصلة الإيرادات إلى أوربا ومقاطعة أمريكا وتعزيز وتفعيل الروابط الأقتصادية والسياسية بين العالمين العربي والإسلامي بعيدا عن الجمود والاتفاقيات الورقية التي في اغلبها لم تر النور وباتت حبيسة أروقة الإدارات وإرادة صناع القرار حتي يتسني فتح المجال لبناء تكامل اقتصادي بينيٍ يساهم في تحريك الدورة الاقتصادية وتشجيع الاستثمارات الوطنية والبينية لتكون رافعة اقتصادية تعود بالإجاب على القوة الشرائية للمواطن وتعزز مكانة الناتج القومي الداخلي .
لقد آن الأوان أن يستفيق العالم العربي والإسلامي من سباتهما وأن يستخلصا العبر من التاريخ ،فالرهان على التبعية الاقتصادية والمال الآمريكي رهان أحمق وخاسر ،فمن يعول على الآخر في احتياجاته وبناء ذاته ولاينتج ويطور آلياته و يعتمد على موارده الذاتية فهو بليد القرن إن كان للقرن من سيتربع على كرسي البلادة ، لقد بات من المُلِحِ التفكير في آلية تضمن استقلال واستغلال مواردنا الذاتية وتفعيل دور منظماتنا الإقليمية والقومية والقارية والدولية ( الجامعة العربية ، منظمة التعاون الإسلامي ، الاتحاد الافريقي.)تماشيا مع متطلبات وطموحات شعوبنا بعيدا عن الصراعات الضيقة والإملاءات الخارجية.
إن الارتماء في احضان الغرب والرهان على دعمه السياسي والأقتصادي رهان ضعيف ومقصوص الجناحين فإرادة الشعوب وكسب وُدِّهم لاتتم بشراء ضمائرهم بالدراهم والدوس على كرامتهم ،لا والله ثم لا والله فجمعية الأمم المتحدة الأخيرة بشأن القدس ومعارضتهم القرار الأمريكي المشؤوم المرفوض ارسلت رسالة واضحة وغير مشفرة لآمريكا أن عهد الأُحادية القطبية السياسية بدأ نجمه يفل ، وأن مستوى حجم الثقة فيها بدأ يضطرب ويتراجع كدولة عظمي يُعول عليها في حلحلة قضايا تاريخية ظلت عالقة ومنذ أمد طويل.
فالتغيرات السياسية والثورات العربية والمخاض العسير الذي تمر به المنطقة فضلا عن ماتمتلكه من مُقدرات وإمكانيات بشرية واقتصادية هائلة يفرض على ساسة العالمين العربي والإسلامي التفكير بطريقة مختلفة عن العقلية القديمة التى تستكين ويسيطر عليها هاجس الخوف من العقوبات الغربية. وهنا أُشيرُ أنني لا أُروِج أو ادعو للصدام مع الآخر بقدر ما أدعو لضرورة بناء سياسات ندية واقتصاديات وطنية مستقلة قادرة على امتصاص الأزمات وتجاوز العقوبات خاصة وأن العالمين العربي والإسلامي يمتلكان من المقومات إذا ما استُغِلت بطريقة مثلى مايجعلانهما يتبوءان الصدارة العالمية اقتصاديا وسياسيا .
بويايْ ولد سيد أحمد أعلِ/ استاذ تعليم ثانوي

إضافة تعليق جديد