عرفت موريتانيا المناصب السياسية منذ 1946 حيث سمحت لها فرنسا بوجود ممثل في البرلمان الفرنسي أنذاك وكان ذالك المنصب من نصيب أحمدو ولد حرمه ولدببانة أولا ثم سيدالمختار يحي أنجاي ثانيا، وبعد إستقلال البلاد وإنشاء مؤسساتها السيادية ظهرت الجمعية الوطنية كإحدى أهم مكون للجهاز التشريعي(البرلماني) الوطني وقد شهدت مقاعدها تنافسا قويا بين السياسيين الموريتانيين الذين لم يدخروا جهدا في الترويج لأنفسهم وقت الحملات الإنتخابية، بينما يتنصل معظمهم من إلتزاماته بمجرد وصوله لقبة البرلمان، مما ساهم في رسم صورة السياسي(المنافق) وهو النمط الذي ترسخ في اذهان الجميع للأسف، راسما صورة سوداوية قاتمة، كما ارتبط إسمه عند العامة بالكذب والخداع وللعب على العقول بغية نيل الثقة.
كنت من الذين يضعون إشارات إستفهام أمام كلام كل سياسي وأخذ من كلام بعضهم على وجهه القليل لكني كنت على يقين بأن لكل قاعدة نشاز وكان من حظي أن التقيت باستثناء قاعدة السياسين الموريتانيين السيدة: خاديجة بنت محمد الصغير الملقبة أميمة عرفت المرأة إبان إنضمامي لتيار البناء الديمقراطي (عهد جديد) وكانت في الحقيقة تعكس صورة المرأة القوية الثابته على مواقفها المؤمنه بالقضايا التي تدافع عنها فحق للنساء أن يفتخرن بأنوثة تجمعهن بها.
احسست حين تقديمها لمشروعها السياسي أني أمام سياسي من نوع خاص يقدم رؤيته بوضوح يباشر تطبيق مشروعه دون تردد!.
ويهوى السياسة وتهواه والدليل ممارستها في سن مبكرة لاول تجربة سياسية وانخراطها في صفوف الشباب القومي إبان الثمانينيات من القرن الماضي متجاوزة كل الضغوط السياسية والإجتماعية، ثم لتثبت اخيرا سنة 2013 بنجاحها نائبا برلمانيا لخصومها أولا قبل مناصيريها أن ماينفع الناس يمكث في الأرض!... وأما الزبد فيذهب جفاءا!... مؤكدة أن البقاء للأصلح .
كانت السيدة الموقرة تدرك تماما أن النائب البرلماني خادم للشعب الذي انتخبه لاسيدا عليه وهذا لعمري هو سر نجاحها لم تغتر بمنصبها عملت ممثلة للشعب لاممثلة عليه .
ظلت على يقين تام أن الإستثمار في البشر أهم إستثمار عملت على مساعدة الكثير من المواطنين في تسوية مشاكل الحياة الأساسية كمساعدتهم في توفير المياه والكهرباء والمدارس وو.... والأمثلة الشاهده كثيره( ملح، قرى آدوابه الحوضين وو.....)
كماعملت على رفع الظلم عن المظلومين والمحرومين المهمشين من كافة الشرائح....
كل هذا كان رغم مساندتها الشريفة للنظام الذي اثبتت له أنها شريك صادق يشيد بما قدم وينبه على الثغرات والنواقص .
تميزت كذالك بالصدق سلوكا والتواضع سيجة كانت متمسكة بمقولتها الشهيرة قولا وعملا للشباب(ماعند الكم يكون أن مانكذب عليكم ولانخونكم) وفعلا بعد سنة كاملة لي من العمل معها أشهد أنها صادقة معنا وأنها لم تدخر جهدا عن خدمتنا.
يمكن القول أنها أظهرت نموذجا سياسيا جديدا يجب الإحتذاء به وأعطت صورة برلمانية ناصعة وسلكت طريقا لن يضل سالكه وأثبتت أن المرأة تستطيع صنع المعجزات فحقا أن من تصنع العظماء قادرة على صنع المستحيل
وأكدت أن البرلماني هكذا ينبغي أن يكون.
إضافة تعليق جديد