مطارام التونسي مرفق حيوي وانعدام خدمات اساسية مثل توفيرصرافات وغيرهم كثير القطب ولد محمد تقي الله | الساعة

مطارام التونسي مرفق حيوي وانعدام خدمات اساسية مثل توفيرصرافات وغيرهم كثير القطب ولد محمد تقي الله

اثنين, 02/20/2017 - 01:46

مطار أم التونسي الدولي.
تخيلنا ونحن خارج الوطن نتابع عبر الشاشة الصغيرة التقارير الملونة والعبارات المحسنة والارقام الخيالية التي تتحدث عنه أن السماء رفعت عنا غضبها وأن أمنا موريتانيا انجبت معلما جميلا كامل الخلقة والصورة -وحيدا طبعا- بعد ان استعملت حبوب منع حمل إشعاع التقدم والازدهار والبناء لأكثر من 50 سنة.
لكن تجربة من رأى ليس كمن سمع كانت صادمة حين زرناه للمرة ثانية ونحن على جناح سفر استعجالي لنتفاجأ بمكتب الصرف مغلق منذ الصباح وحتى الزوال وقت طرقنا لبابه وصاحبه يتناول كؤوس الشاي داخل العاصمة راميا خدمة زبنائه عرض الحائط فهي لاتعني له شيء .
سألت احدهم عن المعني بالأمر وجهني الى إدارة الرقابة قدمت لها شكايتي فعلا تجاوب معي السيد الذي لقيت لكن بلا حول ولا قوة فهو لا يعرف حتى عنوان السيد صاحب الصرافة احرى إرادة متابعة عمله وبعد إلحاح مني اتصل على شخص آخر أخذ منه رقم صاحبنا دق عليه وتحدث معه بلهجة مرنة معدومة الحماس والنشاط خالية من العتاب فكيف بالعقاب؟؟ فهمت منها قرابته من المدير وللتأكد أكثر سألته عن ذالك ابتسم ولم يجب .
طلبت منه ان يدلني على المدير العام للمطار أشار لي نحو قصر كبير خارجه تلقاني الحارس الذي كان ملثما وكانه يقود سرية للطاورق او ضمن جماعة لصوص اوسطو بعد السلام والسؤال عن مهمتي صاحبني الى كاتبة يبدو انها اجنبية ولولا شفاعة كلمات وجمل متناثرة وغير متناسقة من اللغة الفرنسية تعلمتها من مدرسة الغربة بافريقيا لما تفاهمنا.
بعد طول حوار طلبت منها لقاء المدير العام اعتذرت لأنه في اجتماع -حسب قولها - عرضت عليها لقاء نائبه دخلت عليه واخبرته بالأمر ولشغف الموريتاني وحبه للإستطلاع أذن لي حكيت له عن مشكلتي بتذمر وتشنج وعتاب عبر عن أسفه الا أنه هو ايضا لا يملك أي حول ولاقوة شرحت له اكثر واخبرته أن الوقت ضيق فنحن على بعد 30 دقيقة من اقلاع الطائرة وقلب العاصمة النابض يبعد عنا 25 كلم وليس في جيبي الآ العملة "الأوقية " وهي كما يعلم مقصوصة الجناحين لاتطير خارج حدودنا ولابد له ان يجد لي من حل استأذن مني ليستشير مديره في الأمر لعل وعسى. بعدرجوعه جائني بوجه آخر منتفخ الودجين أحمر العينين مغايرا تماما للوجه الذي كان يحدثني به من قبل ليخبرني أن الأمر لا يعنيهم ولا يدخل في صلاحيتهم فصاحب الصرافة ليست لهم به اي علاقة سوى علاقة اجارمحلهم له لاغير ولاشرط لهم عليه ولا سلطة وأن البنك المركزي هو الذي له عليه السلطة ومن أغرب الغريب قوله لي ان العملة الوطنية التي أنا اريد صرفها ليس من صلاحيته فعل ذالك فهو لا يصرف الا العملات الأجنبية كالدولار واليورو أبتسمت له باستهزاء وسخرية تسللت داخل عروقه حتى النخاع أغلقت عليه باب مكتبه وخرجت .
بدات والوقت يطاردني التفكير في استعمال الطرق الملتوية فهي الوحيدة عندنا شديدة القوة و الخارقة لكل الحواجز والمتاريس توجهت صوب عسكري يقف امام ببوابة المطار اخبرته بشأني اخذ هو ايضا هاتفه ورن على احدهم علمت في ما بعد انه صاحب الدكان الذي يبيع المواد الغذائية بجوار مكتب الصرف ومع ذالك فهو صراف وعراب وملاح وسلاخ وووو.
اخذ مني الدركي الفضة التي اريد صرفها و برمشة عين وكأنه جليس سليمان جائني بقيمتها من اليورو لاحظت أنه أستعمل معي الانتهازية بقساوة وعدم مسامحة فقد باع لي 1 يورو ب 500 اوقية بينما السعر العادي هو 350 أوقية لكني تغابيت عنه وكأني راعي غنم حديث عهد بالمدنية فلا مجال حينها مفتوح امامي سوى ذالك.

 ألاموريتاني .

 

إضافة تعليق جديد