ولد منصور يكتب للجزيرة : الدرس التركى .. عاجل وآجل العبر | الساعة

ولد منصور يكتب للجزيرة : الدرس التركى .. عاجل وآجل العبر

ثلاثاء, 07/19/2016 - 23:13

قال رئيس حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية المعارض محمد جميل ولد منصور إن أبرز رسائل الانقلاب العسكرى الفاشل بتركيا هو أنه لم تعد القوة العسكرية الوازنة والجو الإقليمى والدولى المساعد  كافيين لانجاح الانقلابات والسيطرة على الحكم، لقد أصبح للديمقراطية بريقعا الأخاذ وأصبح للانجاز جاذبية لاتقاوم.

وأضاف فى مقال نشرته الجزيرة نت اليوم الثلاثاء 19 يوليو 2016 لقد أصبحت الشعوب في جاهزية ملحوظة للدفاع عن تلك الديمقراطية وهذه المكاسب والإنجازات، وكان الإعلام ـونوعه الحديث ـ مركب كل ذلك، وذلك أمر مهم وبالغ العبرة، فمكالمة على تطبيق "الفيس تايم" تهزم جيشا من الجنرالات والمعدات والمتآمرين أو تفتح الباب لهزيمته..

 

وأضاف ولد منصور " صحيح؛ لقد كانت مبادرة الرئيس أردوغان في محلها وأبان عن معدن نفيس وشجاعة نادرة وشخصية قيادية فريدة.. وصحيح أن الشرطة التركية والمخابرات التركية أعطوا درسا بالغا يصحح الصورة عن الأولى ويزرع حبا للثانية طالما استعصى على قلوب السياسيين والتواقين للحرية والديمقراطية.. وصحيح أن إعلاميين رفضوا وفنانين رفضوا ومغنين ومغنيات تشبثوا بديمقراطيتهم ورفضهم حكم العسكر.. صحيح كل هذا، ولكن صحيح أيضا أن شعب تركيا هو الذي بدأ وهو الذي قاوم وهو الذي حسم".

 

وقال ولد منصور إن العالم تعود أن يسمع مشاكل في هذا البلد وضجرا من ساكنته وانتقادا لحكامه فيأتي الجيش موظفا حالا وواعدا بمآل، فيرحب الناس ويصعدون على دباباته ابتهاجا وتأييدا.. أما في الحالة التركية فالأمر مختلف؛ ففي وقت متأخر من الليل ولمواجهة جيش استعمل الدبابات والمروحيات وقاذفات أف 16 فضلا عن الآليات والجنود ينزل شعب أعزل إلا من إيمانه وحرصه على مكاسبه وحبه لقيادته فيهزم كل هؤلاء.. والله إنها للحظة فارقة في التاريخ التركي بل في تاريخ المنطقة كلها، وقد صدق من قال: إن شعوبا كثيرة في مناطق عديدة رفعت شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" لكن في تركيا كان الشعار مختلفا "الشعب يريد إبقاء النظام"، وإن كان لي من اقتراح على الكاتبة التركية المشهورة إليف شفق صاحبة رواية "قواعد العشق الأربعون" لطلبتها أن تكتب "القواعد الأربعون في كسر الانقلابات"، وإن رغبت لدي الاستعداد في الترتيب والتبويب لتلك القواعد الأربعين.

 

وختم ولد منصور بالقول " على مستوى آخر، ورغم أنه ليس من أهداف هذا المقال أن أقارن بين انقلاب مصر المشؤوم وانقلاب تركيا المهزوم ولكن شيئا من ذلك قد يخدم استخلاصي العبر عاجلها وآجلها، الفرق واضح بين شرطة مصر وشرطة تركيا من حيث المدنية والروح الجمهورية، الفرق واضح بين إعلام مصر وإعلام تركيا من حيث التعلق بالحرية وقيمها، الفرق واضح بين معارضة مصر ومعارضة تركيا من حيث الإيمان بالديمقراطية وفلسفة التعاطي مع الآخر المختلف، والفرق شاسع بين فناني مصر وفناني تركيا وممثلي مصر وممثلي تركيا ومغنيات مصر ومغنيات تركيا في فهم رسالة الفن، وأن الفن والحرية صنوان وأن لا عدو أشد على الفن والإبداع والجمال من الاستبداد وحكم العسكر، والفرق موجود بين إخوان مصر والعدالة والتنمية في تركيا من حيث وضوح الرؤية وروح المبادرة وتقدير الحال والمآل، الفرق واضح بين الثقافة السياسية السائدة في مصر وهذه القائمة في تركيا."

زهرة شنقيط

إضافة تعليق جديد