أعادت مشاركة المملكة المغربية بوحدة عسكرية في الاستعراض العسكري الذي نظمته موريتانيا يوم أمس السبت بمناسبة الذكرى 55 للاستقلال، الحديث عن العلاقات السياسية بين البلدين في ظل تزايد التوتر بينها طيلة الأعوام الماضية، وهو توتر انعكس على أكثر من مجال، وأدى بموريتانيا لإبقاء سفارتها في المغرب من دون سفير منذ سنوات.وأظهر المشاركة المغربية تطبيعا في العلاقة في المجال العسكري، حيث كانت الوحدة المغربية من أكثر الوحدات عددا، كما حضر معها العديد من كبار المسؤولين العسكريين، خصصت لهم أمكان في الجناح العسكري من المنصة الرسمية للحفل الذي عرف أضخم عرض عسكري تنظمه موريتانيا منذ العام 2010.[الوحدة العسكرية المغربية خلال مشاركتها في الاستعراض العسكري يوم أمس] الوحدة العسكرية المغربية خلال مشاركتها في الاستعراض العسكري يوم أمسوكانت المملكة المغربية قد أثنت على قائد أركان الجيوش الموريتانية اللواء محمد ولد الغزواني، حيث ورد ذلك في إحدى البرقيات الدبلوماسية السعودية، والتي سربها موقع "ويكليكس" العالمي يونيو الماضي.
قبول وتقدير
ووصف عميد السلك الدبلوماسي في موريتانيا سفير المغرب عبد الرحمن بن عمر قائد أركان الجيوش في موريتانيا اللواء الركن محمد ولد الغزاوني بأنه "يحظى بقبول وتقدير من الحكومة المغربية"، وذلك في تعليق له على استفسار من السفير السعودي في موريتانيا حول مدى تحفظ المغرب على استفاضة السعودية لولد غزواني.
وقالت الرسالة الصادرة عن السفارة السعودية في انواكشوط جوابا على رسالة من الخارجية، حيث رأت السفارة "التريث حيال دعوة المشار إليها [دعوة قائد أركان الجيوش الموريتانية اللواء الركن محمد ولد الغزواني]، وتطوير التعاون بين البلدين"، وبررت ذلك بعدم ارتياح الجانب المغربي لأي تعاون من هذا النوع نظرا لدخولها في حسابات المعادلة العسكرية التي تعتبر ذات حساسية بالغة بالنسبة للمغرب تتعلق بقضية الصحراء.
وأضافت السفارة الموريتانية في انواكشوط – حسب الرسالة – أنه "ليس من المناسب توجيه الدعوة، أو زيادة التعاون العسكري مع الجانب الموريتاني في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات المغربية الموريتانية جمودا وتوترا ملحوظا".
وفي رسالة أخرى أشار السفير في انواكشوط إلى أنه التقى السفير المغربي عبد الرحمن بن عمر وتلميحه له إلى نية السعودية توجيه دعوة لقائد أركان الجيوش الموريتانية لزيارة السعودية، حيث رد السفير المغربي – حسب البرقية – بأنها "خطوة ممتازة، وأنهم يؤيدون ذلك"
كما أفاد السفير – حسب الرسالة – بأن المغرب "سبق وأن قدم مساعدات عسكرية لموريتانيا تتمثل في سيارات ومعدات خفيفة"، مبررا تقدير المغرب لولد الغزواني بـ"دور معالي رئيس هيئة الأركان الموريتانية"، كما وصفه بأنه: "يحظى بقبول وتقدير من الحكومة المغربية"، وكذا للمكانة التي يتمتع بها في الحكومة الموريتانية.
توتر سياسي
وبخلاف التطبيع العسكري تعيش العلاقات السياسية بين البلدين توترا متزايدا منذ عدة أعوام دفع موريتانيا لخفض تمثيلها الدبلوماسي في المغرب حيث أوكلت مهام السفير إلى مستشار في السفارة، فيما رفضت المغرب تغير سفيرها في موريتانيا عبد الرحمن بن عمر، رغم تلميح انواكشوط لذلك أكثر من مرة، واتهامها له بالانحياز إلى أطراف من المعارضة الموريتانية.
كما تبادل البلدان تأجيل الزيارات الرسمية بين قادة البلدين، وزاد من وقع الأزمة استضافة المغرب لمعارضين موريتانيين على رأسهم الدبلوماسي المصطفى ولد الإمام الشافعي، ورجل الأعمال محمد ولد بوعماتو الذي اختار مدينة مراكش كمفنى اختياري له، كما احتفت المغرب بنقيب المحامين سابقا، والرئيس الدوري لمنتدى المعارضة خلال زيارة له إليها قبيل نهاية العام الماضي.
وسبق لموريتانيا أن طردت مراسل وكالة المغرب للأنباء في انواكشوط خلال العام 2011، ومنحته ساعات لمغادرة البلاد، بعد اعتباره "شخصا غير مرغوب فيه"، كما اتهم ولد عبد العزيز بعد ذلك بعد الإعلاميين في موريتانيا بتلقي مواضيع من جهات أجنبية لنشرها في موريتانيا، معتبرا أن هذه الجهات لا يمكنها أن تنشرها في بلدانها.
وكثفت موريتانيا من علاقاتها مع البوليزاريو تزامنا مع توتر علاقاتها بالمغرب، حيث استقبل الرئيس الموريتاني عدة موفدين من الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، كان آخرهم وزير الخارجية الصحراوي، والذي عقد معه لقاء خاصا من حضور معاوني ولد عبد العزيز، وخارج مكتبه الرئاسي المخصص للقاءات.
إضافة تعليق جديد